عقدت نقابة المحامين، الاثنين، جلستين لحلف اليمين القانونية لمحامي شبرا الخيمة، وبنها، والقاهرة الجديدة، وحلوان، بقاعة المؤتمرات في اتحاد عمال مصر، وأدى المحامون الجدد اليمين القانونية، أمام رجائي عطية، النقيب، وأعضاء مجلس النقابة العامة حسين الجمال، وأبوبكر ضوه، يحيي التوني.
وقال رجائي عطية، نقيب المحامين، للمحامين الجدد، إن هذه لحظات فارقة في حياتهم، قبلها كانوا خريجي كليات الحقوق، وبعدها سيكونوا محاميات ومحامين، مشيرًا إلى أنهم سوف يقسمون على مبادئ المحاماة، التي نهضت عليها المهنة، وهي الشرف والأمانة والمحافظة على سر المهنة، وعلى التقاليد، وعلى استقلال المحاماة.
وأضاف: «أنتم مشتاقون منذ شهور لهذه اللحظات، لتبدأوا مسيرتكم في الحياة، في رحاب المحاماة، هذا الشوق الذي جئتم به، هو ما أريد أن أتحدث به اليوم إليكم، فإن نجاح المحاماة عماده هذا الشوق الدائم إلى المعرفة، فإنه ليس بعالم من ظن أنه عالم، والإنسان إلى أن يلاقي ربه يتعلم كل يوم، فيتعلم مما يقرأ، ويتعلم بما يمر عليه من تجارب، ويتعلم بما يتأمله في الكون، وفي حياته، ولكن الناس في تحصيل هذه العبر يتفاوتون».
وتابع نقيب المحامين: «جئتم اليوم لتحلفوا بقاعة اتحاد العمال بشارع الجلاء، فهناك من يتساءل، ولا يرهق نفسه في جمع المعلومات ليحصل على إجابة، وهناك من تدفعه الأشواق إلى المعرفة فيسـأل أي جلاء يا تري؟! ليتلقى إجابة»، مستكملا حديثه قائلاً:«إن المعني بالجلاء، هو الجلاء الذي تحقق لمصر في أكتوبر سنة 1954، باتفاقية الجلاء التي أدت إلى رحيل المستعمر الإنجليزي عن مصر، فمن كانت أشواقه إلى المعرفة أكثر، فسوف يدرس؛ ما الذي حدث في هذه الاتفاقية، وما الذي سبقها، وكيف كانت تحكم مصر في ذلك الأوان، فأشواق المعرفة تزيد من رصيدكم المعرفي».
وأكد «عطية»، أن المحاماة رسالة الدفاع عن الحق ضد الباطل، ودفاع عن العدل، ودفاع عن القيم والمبادئ، ضد الانحطاط، فقوام هذا كله هو الإقناع، وأنه لا يتأتى لأحد، إلا إذا كان صاحب موهبة في الحديث، وهذا الإقناع لا يتوافر إلا من خلال قبضة على كم أكبر من العلوم والمعارف والثقافات، فإذا امتلك هذا الكم من تلك الأشياء، فقد احتاز على أساس مقومات القدرة على الإقناع، وأساس مشروعية المحامي، المطالب في ساحات العدالة، وفي حديثه إلى القضاء، وفي حديثه إلى النيابة، وفي مرافعاته، وفي مذكراته، وتحركه في المجتمع، أن يكون شحنتةً معبرة على هذه الرسالة؛ بحيث حين يقال إنه استاذ، أو إنها استاذة، فإنها استاذة بحق، وهو استاذ بحق، منوها إلى أنه لن تكوني استاذة، ولن تكون استاذًا، بمجرد أن نضيف إليكم هذا اللقب، ولكنكم ستكونوا كذلك بما تحصلونه من علوم ومعارف وثقافات، وبما تلتزمون به من مبادئ، فالمبادئ والقيم عصب أساسي للمعارف.
وشدد على أن القيم ليست صورًا وأشكال، فنحن نعرف أن المحاماة رحاب العدالة والشكل والزي والمظهر فيها مهمين، والأداء فيها مهم؛ ولكن هذا يرتبط ارتباطاً لزومي بالحرص الواعي على الإلتزام بالقيم، مبادئ المحاماة، فالصور متغيرة ولكن القيم خالدة، معرباً على أن هذا هو الفارق بين من يقرأ السيرة والتاريخ قراءة سطحية، فينجذب إلى الصور والأشكال ولا يستخلص العبر والمعاني.
وطالب «عطية»، المحامين الجدد بالمحافظة على القيم والمبادئ الأساسية للمحاماة، لأنهم مقبلين على رسالة كبيرة، فالمحاماة أمانة بين أيديكم أنتم تحملونها، وقال عنها النبي محمد صلى الله الله عليه وسلم، لصاحبه أبي ذر الغفاري، «إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا لمن أخذها بحقها، وأدى ما علية»، متمنياً من شباب المحامين أن يجيبوا رجاءه في أن يكونوا طليعاً، من أجل العودة بالمحاماة إلى سابق عهدها، فنحن نعقد الأمل والرجاء فيكم أن تعودوا بالمحاماة كما كانت في السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق