في عام 1996 بدأ الحديث عن حالات موت في ظروف غامضة بمستشفي داخل مدينة الاسكندرية، مما دفع إدارة المستشفي لتقديم بلاغ للشرطة يفيد بأن حالات الوفاة بتحصل بطريقة متكررة وغير مبررة طبيا.
وعلي الفور بدأت الشرطة التحقيقات مع كل أفراد المستشفي، وتبين إن أغلبية حالات الوفاة المشكوك في أمرها كانت بتحصل داخل قسم معين وتحت اشراف نفس الطبيب والممرضة.
وكان السبب الرئيسي في كشف حالات الوفاة الغامضة، دخول حالة مصابة للمستشفي تعرضت لحادث، لشخص يسمي"عبدالقادر محمد ابراهيم" وبعد معالجته أقر الدكتور أنه هيخرج بعد 12 ساعة لأن الإصابة تعتبر بسيطة، إلا إن إدارة المستشفي تفاجأت بوفاة المصاب بدون أي مبرر.
مما دفع النيابة العامة إنها تأمر باستخراج الجثة بعد ما تم دفنها لتشريحها ولمعرفة أسباب الوفاة وتبين من خلال تقرير الطب الشرعي إن سبب وفاة عبدالقادر عقار مرخي للعضلات يسمي البافلون واللي الأطباء بيستخدموه داخل غرفة العمليات أثناء الجراحة لشل عضلات التنفس لإدخال أنوب داخل المريض.
وبعد استكمال التحقيقات حامت الشبهات حول ممرضة اسمها "عايدة نور الدين" المسئولة عن القسم اللي حصل فيه أغلب حالات الوفاة، خاصة بعد شهادة الشهود اللي قالوا : إن حالات الوفاة كانت بتتم بطريقة منتظمة في وجود الممرضة عايدة داخل المستشفي، وإنها لما بتاخد أجازة كانت بتتوقف حالات الوفاة اللي بدون أسباب طبية.
فأمرت النيابة العامة بضبطها وإحضارها لسماع أقوالها، وبعد ضبطها بمعرفة الشرطة في يوم 13/8/1997 تم إيداعها داخل القسم تمهيدا لعرضها علي النيابة، وأثناء احتجازها في احدي غرف القسم بالدور الأول وبدون أي مبرر رمت نفسها من الشباك ، فأصيبت بكسور في منطقة الحوض وفي أجزاء مختلفة من جسمها وتم نقلها للمستشفي.
وبدأت تحقيقات النيابة معاها داخل المستشفي، بسؤالها عن تفاصيل اصابتها وكيفيتها ؟
فقالت : انهم غموا عنيا في القسم وسألوني ايه اللي حصل وبعدين دخلوني في أوضه.
وبعدين سمعت ظابط بيقول للمخبرين : البنت دي مجنونة وبتحب دكتور في المستشفي فصعبت عليا نفسي ورميت نفسي من الشباك .
واعترفت قدام النيابة بكل التهم المنسوبة إليها وهي إعطاء المرضي عقار البافلون اللي بيتسبب في موتهم بعد 5 دقايق لو ما تمش اسعافهم.
وقالت : أنا بحب أشتغل مع الحالات التعبانة فكنت باديها البافلون علشان تتعب فاشتغل معاها.
ولما النيابة سألتها عن آخر حالة وفاة وهو عبدالقادر ابراهيم واللي بسببه تم كشف سر الموت الغامض بعد تشريح جثته من قبل الطب الشرعي، إنها ليه ماأسعفتهوش، خصوصا إن فيه حوالي 5 دقايق بين إعطائه للبافلون وبين موته كانت تقدر تسعفه أو تطلب المساعدة.
قالت : أنا أصلا كنت مدياله بافلون علشان حالته تسوء واشتغل معاه أكتر زي الحالات اللي كانت موجوده في العناية، لكن أنا لقيت إن رجلي مشلولة ومش قادره أحركها.
وبعد انتهاء التحقيقات، وجهت ليها النيابة العامة تهمة القتل العمد في حق المجني عليه عبدالقادر ابراهيم وتهمة الشروع في قتل 29 شخص، واختلاس عقاقير طبية خاصة بالمستشفي، وتم تحويلها لمحكمة جنايات اسكندرية.
وبعد عدة جلسات من المحاكمة تم احالة أوراق قضيتها لفضيلة المفتي وتم الحكم عليها بالإعدام في جلسة يوم 26/3/1998 .
إلا إن القضية وقتها اتحولت لقضية رأي عام قلبت الشارع المصري، بين مؤيدين لحكم المحكمة ومعارضين للإعدام، بعد أن استطاع فريق الدفاع الخاص بالممرضة عايدة توجيه أصابع الإتهام لإدارة المستشفي بالإهمال الجسيم واللي أدي لحالات الوفاة، وإن إدارة المستشفي شهدت ضد الممرضة عايدة علشان تكون كبش فدا، وتم استغلال القضية اعلاميا بشكل غير مسبوق لجذب تعاطف الناس مع الممرضة عايدة.
وبالفعل لم يتم تنفيذ حكم الإعدام، لقيام فريق الدفاع بتقديم طعن أمام محكمة النقض، علشان تتم إعادة المحاكمة مرة تانية، وخلال إعادة المحاكمة تقدم فريق الدفاع بمستجدات ودفوع جديدة للمحكمة بخصوص تهمة القتل العمد، وقال إن عايدة لا يوجد في نيتها التعمد في قتل الضحية وخصوصا بعد ماستدلوا بشهادة بعض الحالات اللي تم اسعافهم واللي قالوا : إن الممرضة عايدة بعد ما أعطتنا الحقنة كانت بتطلب المساعدة من الدكتور علشان يسعفنا.
واستغل فريق الدفاع النقطة دي علشان ينفي للمحكمة نية التعمد في قتل حالات المرضي، ويأكد إنها لو كانت عاوزه تقتلهم مكانتش هتطلب المساعدة من الدكتور، وده بينفي القصد الجنائي لدي الممرضة عايدة، وبعد تداول عدة جلسات أخذت المحكمة برأي الدفاع ووجهت لعايدة تهمة جديدة وهي إعطاء مواد ضارة لحالات المرضي أدت إلي الموت وحكم عليها بالسجن لمدة 7 سنوات، علشان يتحول مسار القضية كلها لصالح عايده وتنجو من حبل المشنقة.
وبعد خروج عايدة من السجن وفي خلال مقابلة اعلامية مع الشاهد الأول في القضية ضد عايدة وهو رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفي اللي كانت بتعمل فيها عايده قال : إن حالات الوفاه قدر بحوالي 11 حالة ماتوا بنفس الطريقة بس ماتمش اتهام عايدة رسميا من قبل النيابة لأن البافلون بيفضل في جسم الإنسان لمده 45 يوم فقط بعد الوفاة وإن معظم الحالات ماتت قبل اتهام عايدة بوقت كبير جدا.
وهنا نيجي لبعض التساؤلات المهمة : لو فعلا عايده قتلت كل الناس دي، كان ايه دوافعها للقتل؟ هل كانت مريضة نفسيا بتتلذذ مثلا بقتل حالات المرضي ؟
وليه أنكرت كل اعترافاتها اللي أدلت بيها قدام النيابة بعد ما خرجت من السجن وقالت انها ماكانتش في وعيها أثناء تحقيق النيابة !!
هل هي ماقتلتش فعلا زي مابتقول وكانت ضحية لإدارة المستشفي علشان يداروا علي اهمالهم ؟ أسئلة كتير بتدور حولين القضية دي، وتظل الإجابات عنها مجهولة حتي الأن.
انا سمعت المسلسل كان جميل بصراحة
ردحذف